الإسلام أساسه التوحيد
السؤال: كيف يكون مبدأ الإسلام أن يعبد الإنسان إلهًا واحدًا؟
الجواب:
أساس الإسلام وعماده هو الإيمان بإله واحد فرد؛ ولذلك لا يُدْخَل الإسلامُ إلا عن طريق شهادة التوحيد، وهي: لا إله إلا الله محمد رسول الله،و كان جهاد رسول الله ـ صلى الله عليه و
سلم ـ هو أن يجمع الناس على كلمة لا إله إلا الله، و الرسول يقول: "أُمِرْتُ أن أُقَاتِل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم".
وجاء القرآن الكريم - وهو دستور الإسلام - مُؤَيِّدًا ومُؤَكِّدًا هذه الحقيقة، فنزلت فيه سورة الإخلاص التي تقول: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (سورة الإخلاص)0
ولما كان الإسلام عماده الصلاة، أمر الله عباده أن يتلوا سورة الفاتحة في كل ركعة من ركعتها، وفي سورة الفاتحة تأكيد للتوحيد ولعبادة الله وحده، فهي تقول: (الْحَمْدُ ِللهِ رَبِّ الْعَالَمَيْنَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ *إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِيْنُ) (الفاتحة 1ـ 5)0
وقد قَرَّر القرآن ذِكْر الله الواحد الذي لا يَعْبُدُ المسلم غيره، فجاء في سورة البقرة: (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) (البقرة: 255).
والدعوة إلى عبادة الإله الواحد هي أساس دعوة كل نبي وكل رسول، ولذلك يقول القرآن في سورة الأنبياء: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ). (الآية: 25).
بل يسير القرآن المجيد إلى أن كل رسول يبعثه الله إلى الناس كان يبدأ بالدعوة إلى عبادة إله واحد، ففي سورة الأعراف: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الآية: 59). وفي السورة نفسها: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقَونَ) (الأعراف: 65).
وفي السورة نفسها: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) (الأعراف: 73).
وفي السورة نفسها: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) (الأعراف: 85).
وفي السورة نفسها: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاة ِوالْإِنْجِيلِ يِأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* قُلْ يَأَيُّهَا الناَّسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمنِوُا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (الأعراف: 157 ـ 158).
والله ـ تبارك وتعالى ـ أعلم.