الأسْباط
وردت كلمة: "الأسباط" في مَواطنَ من القرآن الكريم، فورد في سورة البقرة: (قُولُوا آمَنَّا باللهِ ومَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ومَا أُنْزِلَ إلَى إبْرَاهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ ويَعقوبَ والأَسْبَاطِ ومَا أُوتِيَ مُوسَى وعِيسَى ومَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ونَحْنُ لهُ مُسلمونَ). (الآية: 136).
وفي السورة نفسها: (أمْ تَقولونَ إنَّ إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ ويَعقوبَ والأسْباطَ كانُوا هُودًا أوْ نَصارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أمِ اللهُ ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادةَ اللهِ عِندهُ مِنَ اللهِ ومَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ). (الآية: 140).
وفي سورة آل عمران: (قُلْ آمَنَّا باللهِ ومَا أُنْزِلَ عَليْنَا ومَا أُنْزِلَ علَى إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ ويَعْقوبَ والأسْباطِ ومَا أُوتِيَ مُوسَى وعِيسَى والنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أحَدٍ مِنْهُمْ ونَحْنُ لهُ مُسلمونَ). (الآية: 84).
وفي سورة النساء: (إنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إلَى نُوحٍ والنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وأَوْحَيْنَا إلَى إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ ويعقوبَ والأسباطِ وعِيسَى وأَيُّوبَ ويُونسَ وهارونَ وسُليمانَ وآتَيْنَا داودَ زَبُورًا)0 (الآية: 163).
والسبْط معناه في اللغة: ولد الولد، كأنه امتداد للفروع، ويُراد بالأسباط أفراد كل قبيلة من نسْل الرجل. وقيل: الأسباط: الأولاد، وقيل: هم أولاد الأولاد، وقيل: هم أولاد البنات، وقد جاء في الحديث: "إنَّ اللهَ غضِب على سبْطٍ من بني إسرائيل فمَسخهم دوابَّ". أي غضب على طائفة منهم فمسخهم. وجاء في الحديث أيضًا: "الحسن والحسين سبْطَا رسول الله صلى الله عليه وسلم"0 أي طائفتان وقطعتان منه. وفيه أيضًا: "الحسن سبْط من الأسباط" أي الحسين أمة من الأمم في الخير.
والأسباط المذكورون في القرآن هم أولاد إسحاق بن إبراهبم الخليل ـ عليهما السلام ـ وهم بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل، واحدهم سبْط، فهو واقع على الأمة، والأمة واقعة عليه.
وقد ذكر المفسرون أن الأسباط هم بنو يعقوب وهم اثنا عشر رجلاً، وولد كل رجل منهم أمة من الناس، فسموا الأسباط.
وقد أشار القرآن إلى هذا عندما قال في سورة الأعراف: (ومِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بالْحَقِّ وبهِ يَعْدِلُونَ. وقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وأَوْحَيْنَا إلَى مُوسَى إذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشَرَةَ عَيْنًا)0 (الآيتان: 159 ـ 160) وقد قال قبل ذلك في سورة البقرة: (وإذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الَحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشَرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ)0 (الآية: 60).
ففي هذا إشارة إلى أن الله فجَّر الماء لهم من اثنتيْ عشرة عينًا لكل سبط من أسباطهم عين قد عرفوها.
والله ـ تبارك وتعالى ـ أعلم.