يذكر الله تعالى عن خليله ابراهيم انه لما هاجر من بلاد قومه سال ربه ان يهب له ولدا صالحا فبشره الله بغلام حليم وهو اسماعيل عليه السلام لانه اول من ولد له على راس ست وثمانين سنه من عمر الخليل وهذا ما لا خلاففيه بين اهل الملل لانه اول ولده وبكره
وقوله تعالى(فلما بلغ معه السعى )(الصافات 102)اى شب وصار يسعى فى مصالحه كابيه
فلما كان هذاّ ّراى ابراهيم عليه السلام فى المنام انه يؤمر بذبح ولده هذا وفى الحديث عن ابن عباس مرفوعا(رؤيا الانبياء وحى) وهذا اختبار من الله عز وجل لخليله فى ان يذبح هذا الولد العزيز الذى جاءه على كبر ؛وقد طعن فى السن؛ بعدما امر بان يسكنه هو وامه فى بلاد قفر؛وواد ليس به حسيس ولا انيس ولا زرع ولا ضرع ؛فامتثل امر الله فى ذلك؛وتركهما هناك ثقه بالله وتوكلا عليه؛فجعل الله لهما فرجا ومخرجا؛ورزقهما من حيث لا يحتسبان؛ثم لما امر بعد هذا كله بذبح ولده هذا الذى قد افرده عن امر ربه؛ وهو بكره ووحيده الذى ليس له عنده؛اجاب ربه؛وامتثل امره؛ وسارع الى طاعته؛ثم عرض ذلك على ولده ليكون اطيب لقلبه؛واهون عليه؛من ان ياخذ قسرا ويذبحه قهرا؛(قال يا بنى انى ارى فى المنام انى اذبحك فانظر ماذا ترى)(الصافات 102) فقال الابن البار الحليم (يابت افعل ما تؤمر ستجدنى ان شاء الله من الصابرين)(الصافات 102) يا لله!يا لروعة الايمان والطاعة والتسليم هذا ابراهيم المقطوع من الاهل المهاجر من الارض هاهو يرزق في كبرته بغلام فلما جاءه يشهد له ربه بانه حليم وعندما راى في المنام انه يذبحه رد عليه الابن في طاعة واستسلام (قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدنى ان شاء الله من الصابرين)(الصافات 102) ياللادب مع الله! 0فلما اسلما وتله للجبين) فلما اسلما اى انقاذا لامر الله؛ وقرا ابن مسعود وابن عباس وعلى رضوان الله عليهم 0فلما اسلما)اى فوضا امرهما الى الله 0وتله للجبين) كبه على وجهه للذبح وهنا قد اسلما امرهما لله ولم يبقى سوى الذبح اذن قد جاوزا الامتحان بنجاح وهنا(وناديناه ان يا ابراهيم؛قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزى المحسنين؛ان هذا لهو البلاء المبين؛وفديناه بذبح عظيم)