أخطاء طباعية فادحة في نسخ مصحف وزعته الأوقاف الكويتية

قالت صحيفة كويتية إن مصادر مطلعة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت كشفت عن أخطاء مطبعية فادحة وقعت في طباعة المصحف الشريف، تذكِّر بواقعة مماثلة حدثت في العام 1999
.


وذكرت الصحيفة أن "الخطأ لم يقتصر على مسألة ترقيم الصفحات، بل وصل إلى حد إدخال سورة في أخرى، وهو ما حدث بالتحديد في سورة "آل عمران" التي أدخلت فيها صفحات كاملة من سورة "البقرة"، فيما تم إغفال صفحات كاملة من سورة "آل عمران" نفسها، إضافة إلى الآيات والصفحات الكاملة التي سقطت أيضا من سورة "البقرة" في هذه النسخة، بما يعني أن أطول سورتين في القرآن الكريم يستحيل قراءتهما بشكل صحيح من تلك النسخة المشوهة
."


ونسبت صحيفة "السياسة" الكويتية إلى مصادر في وزارة الأوقاف لم تسمها قوله: إن "النسخة التي وقعت فيها الأخطاء الطباعية الشنيعة، والمتمثلة في أخطاء تتعلق بترتيب الآيات وترقيم الصفحات، طبعت في دار نشر بالسودان تدعى (دار مصحف إفريقيا)، بالتعاون مع وزارة الأوقاف الكويتية، وجرى توزيع نحو ثلاثة آلاف نسخة منها في الكويت هدايا على بعض الأفراد والمؤسسات
".


وأشارت المصادر إلى أنه "من الغريب أن لجنة طباعة المصحف التابعة لوزارة الأوقاف الكويتية أكدت أن العمل في هذه الطبعة الحافلة بالأخطاء والخلل الفادح، قد واكبه حرص تزامن مع كل تعديل وتصويب وختمات كثيرة، واقتضى صبرا ومثابرة من الإدارة العلمية بدار مصحف إفريقيا التي يسر الله لها وأعانها على حصر هذه التعديلات وإدخالها وتدقيقها، ثم تدقيقها بأناة وصبر في مرحلة ما قبل الطباعة، ومرحلة الطباعة، ثم مرحلة المراجعة النهائية
".


ووفقا للصحيفة نفسها فقد استنكرت مصادر في وزارة الأوقاف الكويتية حدوث هذا الكم الكبير من الأخطاء في طبعة لا تتعدى نسخها الآلاف, بينما يوزع مجمع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم في السعودية عشرات الملايين من النسخ (بلغت حتى الآن أكثر من مائة مليون نسخة) من دون أن يشوبها أي خطأ، متسائلة في الوقت نفسه عن أسباب تجاهل وزير الأوقاف في الحكومة المستقيلة حسين الحريتي محاسبة المسؤولين عن هذه الفضيحة. وذكرت أنه تم التكتم على هذه الفضيحة داخل قطاع المساجد بتوجيه من الوزير الحريتي، مشيرة إلى أنه هدد المسؤولين عن الأخطاء الطباعية التي وقعت في نسخ المصحف في حال اكتشاف الأمر فقط، أما في حال مرت الفضيحة بسلام، فإن عليهم تدارك الأمر وسحب النسخ المشوهة
.
وأوضحت المصادر أن عددا من المشرفين والمشرفات على دور القرآن الكريم التابعة لوزارة الأوقاف اكتشفوا أخطاء الطبعة المشار إليها مبكرا، ورفعوا إلى كبار المسؤولين في الوزارة تقارير مفصلة حولها، إلا أن أحدا لم يحرك ساكنا او يأمر بإجراء تحقيق في ما حدث، على حد ما ورد في الصحيفة.