الرجل رجل، والمرأة امرأة، وبينهما من الفروق الجسمية ما بينهما، ولكل منهما أعمال ومجال ومظهر خاص، فالرجل إذا تشبَّه بالمرأة في عمله أو صوته أو مِشْيته أو لباسه صار مُتأنثا داخلاً في زُمرة النساء؛ وإذا تشبهت المرأة بالرجل في شكلها أو زِيِّها فقد أفسدت أُنوثتها وخرجت عن نطاقها، ولذلك رُوي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما يرويه الإمامان أحمد وأبو داود عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ : أنه لعنَ الرجلَ يلبَس لبس المرأة، والمرأة تلبس لبس الرجل.
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ : لعن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ المُترجِّلة من النساء. وأخرج البخاري وغيره عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ: لعن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص فيما يرويه الإمام أحمد أنه رأى امرأة مُتقلِّدةً قوسًا وهي تمشي مِشْيَةَ الرجل، فقال: مَن هذه؟ فقالوا: هذه أم سعيد بنت أبي جهل، فقال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ليس منا من تَشبَّه بالرجال من النساء.
وقال النبي في المُترجلات: أخرجوهن من بيوتكم، وعن أبي هريرة قال: أُتِىَ رسول الله بمُخَنَّثٍ قد خَضَّبَ يديه ورجليه بالحِنَّاءِ، فقال الرسول ما بال هذا؟ فقالوا: يتشبَّه بالنساء. فأمر به فنُفي إلى البقيع، قيل يا رسول الله: ألاَ تقتله؟ قال: إني نُهيت أن أقتل المُصلين. وكذلك اقتدى أبو بكر بالرسول فأخرج مُخَنَّثًا، وجاء عمر فسار على النهج فأخرج مُخنثا آخر.
وقد أهدى الرسول إلى أسامة قِبطيَّةً ( أي ثوبًا يصنعه قِبط مصر ) فأعطاها أسامة لامرأته. فقال له الرسول: ما لك لا تلبس القبطية؟ قال أسامة بن زيد: يا رسول الله، كسوتُها امرأتي. فقال النبي: مُرها أن تجعل تحتها غلالة (الشعار أن يلبس تحت الثوب) فإني أخاف أن تصفَ حجم عظامها. وفي رواية : مُرِ امرأتك تجعل تحته ثوبًا لا يصفها. وهذا الحديث كما يقول الشوكاني يدل على أنه يجب على المرأة أن تستر بدنها بثوب لا يصفه، وهذا غير متوافر في ثياب الرجال الإفرنجية الضيقة، فإنها بضِيقها تصف الأعضاء في الجسم كما هو معروف.