منتديات فجر النور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات فجر النور

زاد السالكين ومنهاج العارفين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المرآة باعتبارها بنتا

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المحجبة
مشرفة قسم المرأه في الاسلام
مشرفة قسم المرأه في الاسلام
المحجبة


انثى عدد الرسائل : 710
العمر : 34
المزاج : فى احسن حال
تاريخ التسجيل : 16/11/2008

المرآة باعتبارها  بنتا Empty
مُساهمةموضوع: المرآة باعتبارها بنتا   المرآة باعتبارها  بنتا Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 05, 2008 4:00 am

المرأة باعتبارها بنتاً

كان العرب في الجاهلية يتشاتمون بميلاد البنات , ويضيقون به , حتى قال أحد الآباء - وقد بشر بأن زوجه ولدت أنثى - : « والله ما هي بنعم الولد , نصرها بكاء, وبرها سرقة »!


يريد أنها لا تستطيع أن تنصر أباها وأهلها إلا بالصراخ والبكاء لا بالقتال , ولا أن تبرهم إلا بأن تأخذ من مال زوجها لأهلها .
وكانت التقاليد المتوارثة عندهم تبيح للأب أن يئد ابنته - يدفنها حية - خشية من فقر قد يقع , أو من عار قد تجلبه حين تكبر على قومها .
وفي ذلك يقول القرآن منكراً عليهم ومقرعاً لهم

: ( وإذا الموءودة سئلت * بأي ذنب قتلت ) .

ويصف حال الآباء عند ولادة البنات

: ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به , أيمسكه على هون أم يدسه في التراب , ألا ساء ما يحكمون ) .

وكانت بعض الشرائع القديمة تعطي الأب الحق في بيع ابنته إذا شاء , وبعضها الآخر - كشريعة حمورابي - تجيز له أن يسلمها إلى رجل آخر ليقتلها أو يملكها إذا قتل الأب ابنه الرجل الآخر .

جاء الإسلام فاعتبر البنت - كالابن - هبة من الله ونعمة - يهبها لمن يشاء من عباده

: ( يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً , ويجعل من يشاء عقيما , إنه عليم قدير ) .

وبين القرآن في قصصه أن بعض البنات قد تكون أعظم أثراً وأخلد ذكراً , من كثير من الأبناء الذكور , كما في قصة مريم ابنة عمران التي اصطفاها الله وطهرها واصطفاها على نساء العالمين , وقد كانت أمها عندما حملت بها تتمنى أن تكون ذكراً يخدم الهيكل , ويكون من الصالحين

. (إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني , انك أنت السميع العليم * فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى , وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم * فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً …)

وحمل القرآن - حملة شعواء - على أولئك القساة الذين يقتلون أولادهم - إناثاً كانوا أو ذكوراً - فقال تعالى : ( قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم )

وقال . « ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق , نحن نرزقهم وإياكم , إن قتلهم كان خطئاً كبيراً ) .

وجعل رسول الإسلام الجنة جزاء كل أب يحسن صحبة بناته , ويصبر على تربيتهن وحسن تأديبهن , ورعاية حق الله فيهن , حتى يبلغن أو يموت عنهن , وجعل منزلته بجواره - صلى الله عليه وسلم - في دار النعيم المقيم .
روى مسلم عن أنس عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « من عال جاريتين حتى تبلغا , جاء يوم القيامة أنا وهو ….. وضم أصابعه » , ورواه الترمذي بلفظ : « من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين … » , وأشار بإصبعه السبابة والتي تليها .
وروى ابن عباس عنه - صلى الله عليه وسلم « أنه قال : « ما من مسلم له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه - أو صحبهما - إلا أدخلتاه الجنة » .
ونصت بعض الأحاديث على أن هذا الجزاء - دخول الجنة - للأخ الذي يعول أخواته أو أختيه أيضاً .
كما نص بعض آخر على أن هذه المكافآت الإلهية , لمن أحسن إلى جنس البنات ولو كانت واحدة .
ففي حديث أبى هريرة : « من كان له ثلاث بنات , فصبر على لأوائهن وضرائهن وسرائهن, أدخله الله الجنة برحمته إياهن » . فقال رجل : واثنتان يا رسول الله ؟ قال : « واثنتان » . قال رجل : يا رسول الله , وواحدة ؟ قال : « وواحدة » .
وروى ابن عباس مرفوعاً « من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها , ولم يؤثر ولده - يعني الذكور - عليها , أدخله الله الجنة » .
وفى حديث عائشة الذي رواه الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من ابتلى من هذه البنات بشيء , فأحسن إليهن كن له ستراً من النار » .
وبهذه النصوص الصحيحة الصريحة , والبشارات المكررة المؤكدة , لم تعد ولادة البنت عبئا يخاف منه , ولا طالع نحس يتطير به , بل نعمة تشكر , ورحمة ترجى وتطلب , لما وراءها من فضل الله تعالى , وجزيل مثوبته .
وبهذا أبطل الإسلام عادة الوأد إلى الأبد , وأصبح للبنت في قلب أبيها مكان عميق , يتمثل في قول النبي صلى الله عليه وسلم في ابنته فاطمة : « فاطمة بضعة مني , يريبني ما رابها » .
ونلمس أثر ذلك في الأدب الإسلامي في مثل قول الشاعر :

لـولا بنيـات كزغب القطا رددن من بعـض إلى بعض

لكان لي مضطرب واسع في الأرض ذات الطول والعرض

وإنمـا أولادنـا بيننـا أكبادنـا تمشــي على الأرض !

إن هـبت الريح على بعضهم امتنعت عـيني عن الغمض

وأما سلطان الأب على ابنته فلا يتجاوز حدود التأديب والرعاية والتهذيب الديني والخلقي , شأنها شأن إخوانها الذكور , فيأمرها بالصلاة إذا بلغت سبع سنين , ويضربها عليها إذا بلغت عشراً , ويفرق حينئذ بينها وبين إخوتها في المضجع , ويلزمها أدب الإسلام في اللباس والزينة والخروج والكلام .
ونفقته عليها واجبة ديناً وقضاءً حتى تتزوج .
وليس له سلطة بيعها أو تمليكها لرجل أخر بحال من الأحوال , فقد أبطل الإسلام بيع الحر - ذكراً كان أو أنثى - بكل وجه من الوجوه .
ولو أن رجلاً حراً اشترى أو ملك ابنة له كانت رقيقة عند غيره , فإنها تعتق عليه بمجرد تملكها , شاء أم أبى , بحكم قانون الإسلام .
وإذا كان للبنت مال خاص بها , فليس للأب إلا حسن القيام عليه بالمعروف . . ولا يجوز له أن يزوجها لرجل آخر , على أن يزوجه الأخر ابنته , على طريقة التبادل , وهو المسمى في الفقه بـ « نكاح الشغار » وذلك لخلو الزواج من المهر الذي هو حق البنت لا حق أبيها .
وليس للأب حق تزويج ابنته البالغة ممن تكرهه ولا ترضاه . وعليه أن يأخذ رأيها فيمن تتزوجه : أتقبله أم ترفضه . فإذا كانت ثيبا فلا بد أن تعلن موافقتها بصريح العبارة , وان كانت بكراً يغلبها حياء العذراء اكتفى بسكوتها , فالسكوت علامة الرضا , فإن قالت : لا . . فليس له سلطة إجبارها على الزواج بمن لا تريد .
روى الجماعة عن أبى هريرة مرفوعا :« لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا البكر حتى تستأذن » . قالوا : يا رسول الله , وكيف إذنها ؟ قال : « أن تسكت » .
وروى الشيخان عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « البكر تستأذن . قلت : إن البكر تستأذن وتستحي ! قال : « إذنها صماتها » , ولهذا قال العلماء : ينبغي إعلام البكر بأن سكوتها إذن .
وعن خنساء بنت خدام الأنصارية : « أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك , فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحها » .
وعن ابن عباس : أن جارية بكراً أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة , فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي هذا دليل على أن الأب لا يتميز عن غيره في وجوب استئذان البكر , وضرورة الحصول على موافقتها . وفى صحيح مسلم وغيره : « والبكر يستأمرها أبوها » أي يطلب أمرها وإذنها .
وعن عائشة : أن فتاة دخلت عليها , فقالت : إن أبي زوجني من ابن أخيه , ليرفع بي خسيسته , وأنا كارهة . قالت : اجلسي حتى يأتي النبي صلى الله عليه وسلم , فأخبرته , فأرسل إلى أبيها , فدعاه , فجعل الأمر إليها . فقالت : يا رسول الله : قد أجزت ما صنع أبي , ولكن أردت أن أعلم : أللنساء من الأمر شيء » ؟ .
وظاهر الأحاديث يدل على أن استئذان البكر والثيب شرط في صحة العقد , فإن زوج الأب أو الولي الثيب بغير إذنها فالعقد باطل مردود , كما في قصة خنساء بنت خدام .. وفي البكر : هي صاحبة الخيار إن شاءت أجازت , وان شاءت أبت , فيبطل العقد كما في قصة الجارية .
ومن جميل ما جاء به الإسلام : أنه أمر باستشارة الأم في زواج ابنتها , حتى يتم الزواج برضا الأطراف المعنية كلها . فعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « آمروا النساء في بناتهن » .
وإذا كان الأب لا يحق له تزويج ابنته ممن لا ترضاه . كان من حقه عليها ألا تزوج نفسها إلا بإذنه لحديث : « لا نكاح إلا بولي » .
ورأى أبو حنيفة وأصحابه أن من حق الفتاة أن تزوج نفسها , ولو بغير إذن أبيها ووليها , بشرط أن يكون الزوج كفئاً لها . ولم يثبت عندهم الحديث المذكور .
والأولى أن يتم الزواج بموافقة الأب والأم والابنة . حتى لا يكون هناك مجال للقيل والقال , والخصومة والشحناء , وقد شرع الله الزواج مجلبة للمودة والرحمة .
والمطلوب من الأب أن يتخير لابنته الرجل الصالح الذي يسعدها ويسعد بها , وأن يكون همه الخلق والدين , لا المادة والطين , وألا يعوق زواجها إذا حضر كفؤها . وفى الحديث : « إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ». وبهذا علم الإسلام الأب أن ابنته « إنسان » قبل كل شيء , فهي تطلب إنساناً مثلها , وليست « سلعة » تعرض وتعطى لمن يدفع نقوداً أكثر , كما هو شأن كثير من الآباء الجاهلين والطامعين إلى اليوم . وفى الحديث : « أعظم النكاح بركة أيسره مئونة » .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نصر الدين
مشرف قسم الرقائق الاسلاميه
مشرف قسم الرقائق الاسلاميه
نصر الدين


ذكر عدد الرسائل : 849
العمر : 43
المزاج : الحمد لله على نعمة الاسلام
تاريخ التسجيل : 26/11/2008

المرآة باعتبارها  بنتا Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرآة باعتبارها بنتا   المرآة باعتبارها  بنتا Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 05, 2008 7:40 am

بارك الله فيكى اختى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المرآة باعتبارها بنتا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المرآة باعتبارها آما
» المرآة باعتبارها انسانا
» المرآة باعتبارها زوجة
» المرآة باعتبارها انثي
» المرآة والمجتمع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات فجر النور :: الفئة الأولى :: قسم المرأه في الاسلام-
انتقل الى: