س: هل صحيح ما يذكُره بعض الناس أنّهم رأوا حيواناتٍ أو نباتاتٍ أو أشياءَ مكتوبًا عليها اسم الله أو اسم محمد؟
ج: ذكرنا أن هناك أخبارًا بأن اسم الرسول كان مكتوبًا على أشياء في الجنّة قبلَ أو يُولَد، وهي أخبار لا تثبت بها حقائق، أما بعد ولادته وبعثته فكثرت الأخبار بأن اسمَه وجد مكتوبًا على أشياء كثيرة، والرسول في ليلة المِعراج بالسّموات وجد اسمه مكتوبًا فيها، وأبو بكر من خلفه ، وأن موسى بن عمران وقَّع باسمه بالخطّ العِبراني على حجر كُتِب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله. وأنّ في بعض بلاد خراسان مولودًا كتب على أحدِ جنبيه اسم محمد، وفي بلاد الهِند وردٌ أحمر مكتوب عليه بالأبيض اسمه، وأن بعض الناس شك في هذا ففتح ورقة ورد لم تفتح فوجد الاسم مكتوبًا، وكذلك وجد اسمه على شجرة في الهند يتبرّكون بها، وأن صَيّادًا صاد سمكة فوجد الاسم مكتوبًا على أحد جَنبيْها، وأن بِطِّيخة أو حبّة عِنب عليها هذا الاسم.
هذا كله مكتوب في مؤلّفات عن السّيرة ليس لها سند صحيح أو تحقيق ثابت، وسمعنا في أيامنا هذه أن بيضة كُتب عليها اسم الله أو اسم محمد، وغير ذلك من الأخبار التي أوردها القسطلاني في "المواهب اللدنية" ج 1 ص 186، 187.
وإذا كنا لا نستبعدُ عقلاً أن يوجَد ذلك بقدرة الله. أو يكون بفعل بشر فإن مقام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مَقام عظيم، ورسالته رسالة حقٍّ لا يجهلها أحد اليوم، ونحن في حِلٍّ أن نصدِّق هذه الأخبار أو لا نصدِّقها مع عقيدتنا القويّة في شرف المصطفى وصِدق رسالته.
وحبُّنا له يكون بنشر دعوته الصحيحة ما أمكن، وبالعمل بها نَصًّا ورُوحًا، وإثبات جَدارتها بأنها لإخراج الناس من الظُّلُمات إلى النور، وجدارتنا بأن نحمل هذا الوسام العظيم (كُنتم خَيْرَ أمّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ) (آل عمران : 110).