المرأة والمجتمع
السؤال: ما هو دور المرأة في المجتمع؟
الجواب:
يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ في أول سورة النساء: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَاْلأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
ومن هذه الآية نفهم أن المرأة مخلوقة من جنس الرجل؛ ولذلك هي تمثل شطر الحياة الإنسانية، ولعل هذا هو مرادُ مَن قال: إن المرأة نصف المجتمع.
ويقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "النساء شقائقُ الرجال" وهذا يدل على أن
المرأة شريكة الرجل وقسيمته في الحياة، وإن كان الرجل قد انفرد بعض الأحكام عن المرأة، ولكن ذلك لا ينفي أنه ينبغي أن تكون العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة كريمة رحيمة. والقرآن الكريم يقول: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ إِنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ َبعْضٍ)0 (آل عمران:195).
يفيد أن المرأة مطالبة بقواعد الإسلام كما يطالب الرجل، ومطالبة بالعمل الصالح والتقرب إلى الله ـ عز وجل ـ ولذلك قال الله ـ جل جلاله ـ في سورة الأحزاب: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعيِن َوَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الآية:35). فذكر القرآن الكريم هنا عشر صفات منسوبة إلى الرجال والنساء على السواء، فكأن المرأة المسلمة مطالبة بأن تتصف بهذه الصفات العشر كما يتصف بها الرجل، وهذا يشير إلى مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي ومن وظيفة المرأة في المجتمع أنها تقوم بإدارة البيت، وتربية الأولاد، ومعاونة الرجال في شئون الحياة، وليس هناك ما يمنع المرأة شرعًا من العمل إذا كانت محتاجة إليه، وليس فيه ما يسيء إلى خلقها أو عفتها، ولا يتعارض مع عملها بل قال الفقهاء إن المرأة يجب عليها العمل إذا احتاجت الأمة إلى عمل من اختصاصها لا يحسن الرجال القيام به.
وهناك أعمال كثيرة من صالح المجتمع أن تقوم بها النساء دون الرجال، فالتعليم للبنات ينبغي أن تقوم به المرأة من مرحلة الحضانة والروضة إلى كلية البنات في المرحلة الجامعية، وكذلك التطبيب للنساء يجب أن تقوم به المرأة دون الرجال، وكذلك عمليات الولادة، ورعاية الطفولة والأسرة.
إن المرأة تستطيع أن تُسهم إسهامًا إيجابيًا في المجتمع، وأن تقوم بأعمال كبيرة وجليلة